عن نات برس – أصلان شازو
ترجمه: أحمد عزيز بيدانوق
يكتب نوربي لوفباج المرشّح للعلوم التاريخية ، رئيس قسم مركز الأبحاث العلمي في معهد موسكو الحكومي لشعوب الشرق"فرع الشمالي" حول أقدم تاريخ لتأسيس مايكوب :
تعتبر تلّة اوشاد ( تلّة فوق قبر قديم ) التي اكتشفها ن- فيسيلوفيسكي من سانت بيتربورغ في عام 1897 م، أقدم نصب عماري على أراضي مايكوب، و هي هضبه أرضيّة بقطر 60 م، و ارتفاع 11 م، اكتشف تحتها مدفن الزعيم الكاهن (أوشاد)، و هو بيت من ثلاثة أقسام جدرانه من جذوع الشجر. يضم المدفن رفات جثامين ثلاثة (القائد و امرأتان) بالإضافة لأدوات جنائزيّة ثمينة، و قد ثبّت حواف أسفل الردم الدائري ببلاطات حوّارية.
و يرجع علماء الآثار تاريخ تلّة أوشاد إلى الربع الأخير من الألفيّة الرابعة ق.م، أي لأكثر من 5 آلاف سنه مضت. و بعد مضي وقت ظهرت مجموعة مبان كانت تستخدم للتنجيم الزراعي مؤلفة من معابد الشمس متوضعة على أطراف الأشعة بكل اتجاهات الضوء الأربعة "ورود اللون ". و لا تزال هذه المعابد موجوده حتى يومنا الحالي في المدينه على شكل هضاب بأعمده و خنادق أو حلقات تحت أرضية من الحجاره. هناك هضبه بحواف مزدوجة "محاطه بالحجاره" جنوب أوشاد و على مسافة تبعد 1600 م عنه، على شارع "بودغورني" قرب التقاطع مع شارع "كربيجنوي" و شمالاً تم اكتشاف بلده "كوش" في البساتين الشمالية الشرقية و تبعد 1،5 كم عن أوشاد، و عثر فيها على بلاطة مايكوبية و عليها كتابات قديمة، و ليس ببعيد عنه وجد معبد الشمس "لعبادة الشمس" .
و على بعد ثلاثة كيلومترات شرقاً، اكتشف كذلك معبد آخر للشمس، وكان المدفن المؤقت لأوشادا. و بذلك الاتجاه أيضاً و على بعد 1 كم شرقاً و على السرير الثاني لنهر شحه كواشه (بيلايا) و بين شارع كورغاني الثاني و شارع كريستيانسكايا الثاني، تم اكتشاف معبد شمس آخر بحواف مزدوجة على شكل "ورود الريح"، واكتشف تحت ركامه رفات كاهن فقير، ولكن كانت له أهميته أيامها على مايبدو، يعود الرفات للألف الثالث ق.م.
و في عام 1964 م، قامت بعثة علماء آثار مشتركة مؤلفة من معهد العلوم والأبحاث العلمي الخاص بالتعابير اللغويه والثقافه الأديغي و المعهد العلمي الأبخازي للبحوث، بدراسة بلدة كوش و بساتينها الشمالية و الشرقية، و عندها تم اكتشاف معبد ماخوشكوشخا، على شارع "بودغورني" و كذلك "كوجيبا" على المدرج الثاني.
و في عام 1986 م توصّل علماء آثار بعثة معهد العلوم اللغويه الأديغي مع معهد الأديغي للعلوم الانسانيه الى اكتشاف دلائل لبلدة مايكوبسك الأثرية، والتي تعود للألف الثالث ق.م أي تقريبا قبل 5500 سنه.
أما الشعاع الغربي "ورود الرياح" فهي أطولها، و في عام 1983 م قامت بعثة لمتحف التاريخ المحلّي للأديغي بتسجيل معبد شمسي و عشرات الهضاب بين عزبه "كافيردوفسك" ومايكوب وعلى بعد 3،5 كم عن أوشادا.
وهكذا فإنه و بفضل علماء الآثار ما بين الأعوام 1897 – 1986 م، تم اكتشاف "جوقة مقدسة جليلة" على أراضي مايكوب، مركزها هضبه أوشاد و مدفن الجد المؤله فيها. فعلياً كانت الهضبه ذاتها معبداً ذو تصاميم خشبية خارجية مشتبكه ببعضها البعض، و لكنها لم تعد موجوده حين تم اكتشاف "فيسيلوفيسك".
من بين المعابد الشمسية التي تم احصاؤها و التي تقدر بحوالي 15، موزعة على تخوم المدينه، تعتبر هضبه أوشاد أكبر مركز ديني كان فعّالاً في العصر البرونزي في منطقة الكوبان، و الاحتمال الأكبر أنه كان أكبر مركز في كل منطقة غربي القفقاس.
اعتماداً على معطيات علم الكتابه القديمه و علم الآثار في الشرق الأدنى لآسيا، فإن المدن كانت تبنى قديماً حول المراكز الدينيه، و الأمثله غير قليله (إريد) في بلاد ما بين النهرين، و(أرينا – ألادجاغويك) في أناتوليا "تركيا" (تابسوك) على الفرات الأوسط على الحدود بين سوريا و تركيا.
و كهذه المراكز القديمه فقد بُنيت مدينه حول هضبه اوشاد، و تقريباً بعد ألفي عام من دفن أوشاد.
و حول تأسيس مدينه آيا أو ماي في عهد هوميروس في مكان مدينه مايكوب تخبرنا الكتابات و النقوش على بلاطة مايكوب التي تم اكتشافها عام 1960 م على الأطراف الشمالية الشرقيه للمدينه في المكان المسمى البساتين الشماليه الشرقيه. و تم نقلها بعد عامين الى لينينغراد للبحث، و استطاع العالم غ.تورجانينيف من متحف الاتحاد السوفيتي لعلم السلالات البشريه و الأثنوغرافيا من حل رموز الكتابات التي بينت أساس المدينه قبل 3200 عام في مكان وجود البلاطه.
في عام 1963 م نشرت الجريده الأدبيه في مدينه موسكو مجموعه مقالات حول الاكتشاف المدوي الذي يحوي أقدم كتابه وجدت على أراضي الاتحاد السوفيتي في مدينه مايكوب، و كانت المقاله صادره عن الأكاديمي ن.ميشانينوف و ف.ستروفي من لينينغراد، و كذلك العالم اللغوي ن.فينيكوف، و مدير المركز العلمي للأبحاث في أبخازيا غ.دزيدزاريا، و مدير مركز الأبحاث العلميه في الأديغي م.اوتلوف. و حالياً يُحتفظ بالبلاطه في متحف علوم السلالات البشريه و الأثنوغرافيه في سانت بيتربورغ برقم 6،550. و لقد نشر غ.تورجانينف ثلاثة كتب عن رسومها و صورها و حل رموزها، الأول عام 1971 م في لينينغراد، و الثاني 1991 م باللغه العربيه في عمان، وعام 1999 م في موسكو.
و كذلك صدرت مقالات نقديه بحق غ . تورغانينف على اكتشافه صادره عن علماء سوفييت مشاهير، اللغوي ن.دياكونوف، المؤرخ ي.كروبنوف، و المؤرخ الأديغي ب.اوتلوف .
و خلافاً عن غ. تورجانينيف الذي تعرف على قراءة الكتابه المايكوبيه المخطوطه باللغه الأبخازية القديمه بمساعدة الكتب المقدسه، فإن الباحث المايكوبي المعاصر ن.لوفباجي قد قرأ معلومه تأسيس مدينه ماي بلغه الحثيين و حصل على تاريخ أكثر دقه لتأسيسها (1200 – 1190) ق.م، و تم نشر فك شيفره الكتابه الذي تعرف عليه ن. لوفباجي في جريدة "أديغه ماق" صوت الأديغة في 5 تشرين الأول عام 2001 م باللغة الروسيه.
ولاحقاً أظهرت دراسات علم الآثار و الدراسات التاريخية و علم الكتابات القديمة و الدراسات الفلكلورية لتاريخ عاصمة الأديغي عن استمرار تواجد مجمع المدن مكان مايكوب الحاليه في كل الأزمنة.
أما الشكل التخطيطي للمعلومات حول وظائف مركز المدينة و حول مصممي بنائها فإنه يبدو كالتالي:
1- حسب قراءة اللهجة الهيروغليفية الحثية للعالم ن.لوفياجي، يعتبر أول من باشر بمدينه ماي هو كوسوتافا كاهن اله الحثيين (خيباتو) في عهد آخر ملوك الدوله الحثيّة سوبيلويومي الثاني حيث بنى المدينة بإقامة مساند في أقسام القصر الدفاعية الموجوده وراء النهر. وهناك رسم لمخطط مدينه ماي (آيا) على البلاطة المايكوبية ، بحيث يظهر في مركز المدينة (في مكان هضبه أوشاد) معبد بشكل متصالب بأعمدة خشبية كثيرة العدد، و مبنى الحدادة و المكتبة في القسم غير الأساسي من القصر ، أما الحدائق ففي الركن الشمالي الشرقي.
2- أما الشخص الثاني المعروف في بناء المدينة، التي كانت تسمى أيام الحضارة اليونانية و الرومانية القديمة أوركيديا ، فقد يكون الأمير خاجوكو رئيس البلدية الفرضي لمدينة اوركيديا في منتصف القرن الرابع ق.م. شيد هذا الأمير التلال الشاطئية اليمنى لنهر بساتي- شحاكواج ( بيلوي) و شيد القلعة على الضواحي الجبلية في الجنوب الشرقي. أما المعلومات عن هذا القائد لقبائل الأفخاذ الأبازينية القديمة فتم الحصول عليها من القلنسوة الذهبيه (الغطاء) لهضبه كورجيبس. و تم إعادة رسوم 100 علامه للغطاء من قبل ل.غالانين في كتاب "هضبه كورجيبس" الذي صدر في لينينغراد عام 1980 م ، أما حل رموز الكتابه فقد قام بها ن.لوفباجي في عام 2004 م صفحه 221-240 من كتابه(البشير).
3- المشرف و المنظم الثالث للبناء و خصوصا القسم اللذي يضم القصر والقلعة في أوركيديا أي قلعة باستسكوي هو الأمير فاتي أريفان عام 309 ق.م ، الذي انسحب الى قلعة باستسكوي بعد هزيمتة في المعركة المفتوحة مع الباسبوري ساتيرا، و سعى الى تقوية القلعة، و صمد أخيراً أمام حصار الباسبوريين، و استطاع قتل ساتيرا و كسب الحرب بمساعدة شقيق الملك الباسبوري إيفميل.
4- في القرنين 4 – 5 ق.م و خصوصاً في منتصف القرن الرابع ق.م و خلال عدوان الخان الأواري بايكان ، كانت قلعة بيتابا المايكوبيه عند منعطف نهر شحاكواشه (ساغفاشي) ملجأ عرضيا و قاعدة ارتكاز بالنسبه للافريستان خاميشيسك الذي تزعم قتال الأديغ ضد الاواريين، و ذلك حسب ما جاء في كتاب "تاريخ الشعب الأديغي" للكاتب ش.ناغموف.
في تلك الفترة قامت أعمال هندسية مميزة على قلعة مايكوب القديمة. و من المحتمل أنها ظلت على وضعها حتى زمننا الحالي دون تغييرات تذكر (خصوصاً شكلها الأساسي).
و رغم الزمن العصيب فقد اقتصر النزوح الكبير للشعوب الى قسم (ما وراء النهر) حول قلعه أوخ.
5- في نهاية القرن الثامن و بدايه القرن التاسع، أيام حكم اينال دريفني، استفاد المايكوبي بيتابا الذي يحمل نفس اسم القلعه الواقعه على نهر فارز بجبال فيزيابغو-2 من الأميرأزديمير في صراعه ضد تسلط الخزر، و بالتحديد ضد رئيس بلديه الخزر اينال وكل ذلك مذكور في كتاب "تاريخ الشعب الأديغي".
6- أما القسم الواقع على الضفة اليمنى من مايكوب و الذي يشكل مركزاً لمنطقة مينيلي، فقد تم تشييد أبنيته و استثماره من قبل غيورغي بيوبيرتي في نهايه القرن 12، و على الأرجح أن هذا القائد كان رئيساً لدير كنيسه القديس غيورغي الذي شيّدت أساساته في نهايه القرن 19 قرب مدينه خانسكوي. و يحتفظ ببلاطات ذات رسوم ناتئة من هذه الكنيسة في متحف الفنون بجورجيا، و بعض القطع المعمارية في المتحف القومي للأديغي.
و من المحتمل جداً أن تكون تسمية "مينيليبس" أو "مينيليا" قد أطلقت على المدينه حسب المبدأ اللذي كان سائداً حينها في تسمية المدن باللغة الأديغية.
7- في العصور الوسطى المتقدمة "القرن 13 -16" استمر وجود مركز المدينه مكان وجود مايكوب الحالية (قلعة آوخ ، مينيليبس) مع ازدياد ازدهار الحياة المدنيه. و انتشرت القرى و الهضاب المتفرقة حول المركز العصري حينها. كما تم اكتشاف قرية في السهول المجاورة لنهر كورجيبس. و عثر فيها على منتجات خزفية و معدنيه معقدة و عالية الجوده، و على دلائل ماديه لوجود الحياكة حينها، و فن صناعة المجوهرات، و النقش على العظام، و التعامل مع الحجر، و دلائل عديده لوجود التجاره (قطع نقود، زجاج مستورد، بورسلان، سيراميك).
إن أرفقنا كل هذه بمكتشفات هضاب بيلوريجينسك المعروفة لحصلنا على لوحة ناصعة لتطور الحياة المدنية في شمال القفقاس.
من بين الأسماء و الألقاب المشهورة لذلك الزمن اثنان :
* أمير البيسلاني الرئيسي إلجيروقه قانوقه و كان مقرّه على الأغلب على نهر لابا في القسم الجبلي من مدينه بيسلاني. و قد كتب عنه لاحقاً في منتصف القرن 17 الرحالة التركي إفليا جيليبي.
* و الى قرب مدينة مينيليبس (أو كما تسمى فيما بعد خيليبس) يعود تصورالأصل السفانسكيي للأصلاني (أرسلانوقه)،المقيد اسمه على الجاروف الفضي رقم 21 المكتشف في تلة بيلوريجينسك، و كان له في ذلك الزمن وزناً و قدرا ًفي المجتمع الأبازيخي.
8- في منتصف القرن 17، يبين إيفيلي خيليبي أماكن و مضارب و جبال "جاكال". ويترامى الى السمع هنا الكلمة التركية مدينه "كالي" و الكلمه الأوبيخية (شا - جا – رأس) أي باللغه التركيه "المدينه الرئيسيه".
و بما ان جيليبي في كتاب الرحلات الصادر في عام 1979 م يسمي جبال خاكال جبالاً أبخازية، فإنه يجدر الأفتراض بان المدينه قد كانت مركزاً لقبائل الأبزاخ "ابازيخ" المكونة من الأباظه (الأبازين) و الأوبخ و شراكسة سهول ما وراء الكوبان.
و حسب الآثار المكتشفة في قريه كورجيبسك، فاننا نلاحظ هنا أيضاً بين الشعارات و الدروع ما يدل على عشيرة خاجوكو. و من المرجح أن يكون ممثل هذه السلالة الأبازينيه القديمة قد ترأس القسم الحرفي في مركز المدينه.
9- في منتصف القرن 18 و حسب شرح الفرنسي آبري ديلاموتر، فان المدينه التي كانت مكان مايكوب سميت بمدينه خيليبس، ولعل ذلك يعني مركز (روح) القبيله أو العشيرة، جيليبس أو خيليبس باللغة الأبازيخية.
و نستطيع قراءة مقاله هذا المؤلف في كتاب "الأديغة، البلقر، و القاراشاي في نشرات المؤلفين الأوروبيين ما بين القرون 13 – 19) الصادر في نالتشيك عام 1974 م.
10- في النصف الأول من القرن 19 أصاب مدينه "خيليبس" انحطاط كبير، و توزع على أرضها ما لا يقل عن عشرة قرى "قواجه" توضعت سته منها على ضفتي نهر ساغفاشي، و نستطيع التعرف عليها من الأطلس الجغرافي الروسي لعام 1905 م. توضعت قرى تيغاناي، داور حابله، باغاديرحابله على الضفه اليسرى، أما على الضفه اليمنى فكانت بغواشي حابله قرب تلة أوشاد، و سيكو حابله جنوباً على ضفه النهر بالإضافه الى كوخوج حابله (كوغوج حسب خارلاموف، حيث كانت تجاور الحصن الروسي عام 1857 م).
بالاضافة الى "القواجات" الثلاثة الكبيرة المذكورة، فقد انتشر على السرير الثاني لنهر ساغفاشي قرى "حابله" صغيرة عائلية (على شكل العزبة) لا يفصل بين الواحدة و الأخرى أكثر من 1 كم، و توضعت ما بين مستشفى الأمراض المعدية الحالي وصولاً الى المنطقه الصناعيه و تدلنا على ذلك الغلايين "الغليون" الشركسية التي كانت تُنتج بالجملة من الطين النضيج، و اللتي تختلف عن التركية المستوردة بعدم وجود الغطاء.
ينتج من ذلك ان تركيبة سكانية لا يستهان بها قد استوطنت مساحات مايكوب الحالية قبل تأسيس القلعة الروسية في أيار 1857، رغم أنها لم تكن تحتشد و تتركز بشكل متراص حسب مبدأ و مفهوم المدينة الوروبية. أما البيانات التي تقول بأن وجود القوة الحربية الروسية في هذا المكان لم يمر بدون ألم و سفك للدماء بالنسبه لسكان خيليبس الأديغة فتؤكده الاحصائيات الحربية للأيام الأولى و الشهور و السنوات التي تمركز فيها الحصن، فقد نشبت المعارك المتواصلة مع الجبليين ابتداءً من مجيئ فرقه تينغينسك تحت قيادة الجنرال كوزلوفسكي الى مضارب مايكوب في 3 أيار، و نتيجة لغارات الشراكسة المتواصلة على الحصن الروسي المبني على سفوح جبال مايكوب قرب قريه خاجيميز (يغيروخايفسك لاحقاً ، و قريه تولسكي الحالية) تم نقل الحصن الى مكان "البازار– السوق القديم" في 18 أيار 1857، و استمرت الغارات ما بين 20 -26 أيار على القلعة. ثم استؤنفت بقوات جديدة ابتداءً من 14 حزيران و لغاية 25 منه و تجددت في أيار من العام 1958 من أجل الأستحكام من مايكوب.
و في عام 1958 جرت معارك الجيش الروسي بشكل أساسي مع الأبازيخ، و مع الماخوشيف كل شهر لحتى نهاية تشرين الثاني من أجل السيطرة على مدينه مايكوب، جرت المعارك على نهر كورجيبس، و نهر فارز، و سيرال أول، أي بمنطقة مايكوب كلها. و استمرت المعارك حول مايكوب خلال العام 1862. وهذا مخالف لما جاء في أقوال خارلاموف حول انشاء القلعة الروسية السلمي الى حد ما، ويثبت بأن هذه الفترة كانت الأكثر امتداداً و عنفاً و سفكاً للدماء من قبل الأمبرطوريه الروسيه في منطقة مايكوب.
نستطيع مطالعة المدونات التاريخية للحوادث الحربية التي جرت على منطقه مايكوب و ضواحيها ما بين 1857 – 1868، ضمن تاريخ فوج دراغونسكي نيجيغورودسك، و في مذكرات بوتو من فوج تفيرسكي.
و لكن و بغض النظر عن هذا الاستنتاج فإن هذه الأحداث التي استمرت لخمس سنوات و مع مقارنتها مع كل المجريات السابقة في تاريخ مايكوب منذ العصور السابقة فإنها تبدو مجرد واحدة من المشاهد المتأخرة، أي أنه لم يحدث شيئ جديد أو غير اعتيادي في العام 1857 في منطقة مايكوب سوى اضافة رواية روسية و هي اضافة الأستحكامات و يعتبرتحويل القلعة الى مدينة في ايلول 1867 استئنافا لقيام مركز المدينة و متابعة لتاريخ مدن ماي ( آيا) أوركيدا ، آوخ ، مينيليا ، جاكال ، خيليبس .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق